هجرة العلماء العرب للخارج
أم أقول نزيف الأدمغة!
ان مشكلة العالم العربى بصورة عامة ان جميع المؤسسات العلمية والبحثية لا يوجد بها هدف محدد ولا برنامج عمل يخدم ذلك الهدف وهو البحث العلمى, كل فيها يعمل على شاكلته ولذلك نجد أن الدول المتقدمة تعتمد على أساليب التدريب المستمر ليس فقط للخريج أو فى بداية الألتحاق بالعمل.
وطبقا لاخر الدراسات والأحصاءات التى قامت بها الجامعة العربية قد أشارت أن العالم العربى يخسر سنويا 200 مليار دولار وذلك نتيجة هجرة العقول المتميزة وأصحاب الكفاءات العلمية للخارج فى حين أن اسرائيل قد تفوقت فى جذب العلماء الأوربيين ومعظمهم من الروس - خاصة بعد تفكك الاتحاد السوفيتى - قد تم توطين عشرات الالاف من العلماء داخل اسرائيل وذلك بعوامل الأغراءات المادية والمعنوية, وقد تفوقت اسرائيل فى الانتاج التكنولوجى اذ بلغ انتاجها سنويا من التكنولوجية 110مليار دولار وهذا الرقم ضخم بالنسبة لعدد سكانها فى حين قدرت خسارة مصر من فقدانها للعقول المتميزة وأصحاب كفاءاتها العلمية 50 مليار دولار سنويا, ووجد فى التقرير بأن مصر وحدها تشارك 60% من العلماء العرب داخل أمريكا تليها مساهمة العراق ولبنان بنسبة 10% ثم تليهم سوريا والأردن وفلسطين بنسبة 5%.
واعتبرت الدراسة أن مستوى الانفاق على البحث العلمى يبلغ درجات متدنية مع حال الدول المتقدمة حيث أن الانفاق السنوى للدول العربية على البحث العلمى لا يتجاوز 0,2% من اجمالى الموازنات العربية - حسب احصاءات جامعة الدول العربية ومنظمة العمل العربية - فى حين تبلغ اسرائيل 2,6% فى الموازنة السنوية وذلك مقارنة ما تنفقه أمريكا 3,6% والسويد 3,8% .
الأسباب الدافعة لهجرة الكفاءات
يقول الدكتور فاروق الباز, وهو الذى حاليا يشغل منصب مدير مركز الاستشعار عن بعد فى جامعة بوسطن بأمريكا بعدما عمل لسنوات طويلة مع وكالة الفضاء الامريكية ناسا فى مشاريع استكشاف القمر والفضاء, يقول: ان لكل عالم وخبير عربى أسبابه الخاصة التى دفعته الى الهجرة, وهذه تضاف الى الأسباب العامة المشتركة فى الوطن العربى حيث لا احترام للعلم والعلماء ولا تتوفر البيئة المناسبة للبحث العلمى والابداع, وبالتالى فمن الطبيعى أن يبحث العالم العربى وطالب المعرفة عن المكان الذى تتواجد فيه شعلة الحضارة اذ عندما كان العالم العربى يحمل شعلة الحضارة قبل مئات السنين كان يأتيه المفكرون والخبرات والعقول من كل حدب وصوب, وبما أن شعلة الحضارة انتقلت الى الغرب فمن الطبيعى أن يهاجر الخبراء والعلماء الى المراكز التى تحتضن هذة الشعلة.